شلة اللؤلؤ المشرووخ

شلة اللؤلؤ المشروخ..

شلة اللؤلؤ المشروخ..
قصة حقيقية حدثت مع بنات الثانوية بقطاع غزة
الكاتبة "أية"
بسم الله الرحمن الرحيم ..الموفق العظيم
أبد بذكره كلامي الذي لاطالما أكرم علي بكرمه الكريم ..والنعم بالله
أريد أن أتكلم عن قصتي وأصدقائي الحميمين من كانو لقلبي المقربين أصحاب
التأثير على قراراتي في كل وقت وحين من كانوا يملئونقلبي بكل حب ورفق
وحنين..
فبداية تعلقت بأصدقاء كانوا في قلبي النبض والصميم.. أمضينا
سنة دراسية بمرارا وحلاوة تمسح من القلب الملل والكلل تعايشنا معها بكل حب
وكأننا نريدها أن لاتنتهي ولكن هل يعلم أحدنا ما يخفي له قدره
فحينما اقبربت نهاية الفصل الدراسي حطم قلبي قسوة الظروف العائلية فهي تجبرني على الفراق
آه ياربي وألف آه لما الفراقوأي فراق فأجبرتني ظروفي بالرحيل من أقصي الشمال حتى أقصي الجنوب؟
حاولت أن أمتنع ورفضت بشدة ولكن لا أشعر بأي جدوي من هذا فقررت أن أواجه
صديقاتي بأمري الواقع وحينما صرحت بالقول كانت صدمة شديدة شلة عقولهم
وأغرقت عيونهم بالدموع وأنا أولهم لم أستطع تغير الواقع
انتهت السنة
الدراسية وودعنا كل منا الأخرى وعلى يقين بأن لالقاء بعد اليوم ولكن الله
يغير ولا يتغير وكأنه جعل من هذا الشئ حدثا ليغير الصدمة الى فرحة تبهج
القلوب فرغم كل اليأيس أحيا ربي بقلبي الأمل
فلا رحيل ولامغادرة فهنا قرب ومسايرة
وبدأت سنة دراسية جديدة وهنا كانت المفاجأة ..حين دخولي من بوابة المدرسة
وحين كان اللقاء بين الأصدقاء قبل أن تظهر مراسم الفرحة ظهرت مراسم الدهشة
وبدلا من أن يكون الرد ترحيب وتبشير كان بقول "ما جاء بكي الى هنا ألم
تنقلين دراستك الى الجنوب"
قلت:ولكن لم أستطع الأستغناء عنكم

أخدتنا الفرحة والسرور ولكن وقت الاجتماع بهم قليل فجاء الوقت لذهاب الى
الفصول فذهبت لأرى نفسي بأي فصل من الفصول وهل سيوافقني الحظ من جديد بأن
أجتمع بصديقاتي ولكن للاسف لم أجد ما تمنيت فرأيت نفسي وكأني غريبة في هذا
المكان لم أرى أي وجها في هذا الفصل سبق لي التعارف عليه سوى طالبة واحدة
كانت زميلة في الفصل السابق ذهبت وجلست بجوارها "أيمان" تداولنا الحديث
فيما بيننا حتى مرت الأيام وانقلب الحال رأسا على عقل
فأصبح فصلي جنتي في هذه المدرسة أصبحت صديقة لعدت فتيات كانوا بالنسبة لي جزءا كبيرا من قلبي"سحر,ألفت,مرام,أيمان,روعة,عبير,هبة,دينا,شروق,س
سماح,غادة"كانت العلاقة بيننا قوية ومتينة جدا حتى أصبحنا روحا واحدة لا
نستطيع الاستغناء عن بعضنا البعض حتى اذا صدر أي تصرف يخيب الظن تكون صدمة
لكل منا ولكن هل يترك الشيطان الماء يسير الى مجاريه ؟؟
وهنا فقدنا نحن الاصدقاء التاثير على قلوب وعقول وقرارات كل منا
لقد قامت الصديقة التى لاطالما كانت من اكتر الفتيات المقربة لنا في هذه الشلة الجميلة الوفية...
لقد أخابت كل الظنون بسبب موقف سخيف يسخر منه من يستمع له .. لقد قامت هبة
بطريقة غير مقصودة بقذف الكرة على وجه ألفت مما سبب لها ألم شديد
ولكن هل حق الصديق على الصديق أن يتجاهله وأن لا يقدر مشاعره
قمنا جميعا بالاقتراب نحو ألفت لنرى ما أصابها من ألم وساعدناها على تغسيل
وجهها وشاركناها الاهتمام والتعاطف مع ألمها لحقها علينا كصديقة ولكن
المفاجأة كانت بأن هبة لم تترك ولا أي بصمة تنازل تعبر بها عن أسفها وعن اهتمامها بصديقتها مما أطر ألفت لأخذ موقف يجعلها تغضب
وتشعر بأنها تندم على أنها كانت صديقة لها وسيطر على عقلها الغضب الشديد
ومع هذا لم نقبل نحن الصديقات على أن تنقص هذه الشلة الصديقة الصدوقة أحدا
من أكثر المقربين فيها لكل من الأخر
قمت أنا وسحر بأقتراح حلا لصلح
بأن نأتي ب هبة عند ألفت ونبرر الوقف ونمسح هذا التوتر من بين الصديقات
ولكن واجهتنا الصدمة الجديدة من هذه الصديقة لقد رفضت هبة هذا رغم قبول
ألفت لهذا الحل
الى هدا الحد تنتهي التنازلات لقد سقطت هبة من عين
الجميع وقبل أن نتخد أي خطوة واجهنا هبة تقوم بالابتعاد عنا جميعا كانت
بالفعل صدمة
لقد اعتقدنا بأننا شلة قوية الترابط صعب أن تتفكك ولكن لا بأس نأمل بأن نبقى أقوى وأقوى
أستمرينا بروح جميلة وعلاقة حميمة وعندما اقتربت نهاية الفصل الدراسي الأول اقترحت صديقتنا الجميلة ألفت بأن نشكل عزومة غداء
في في بيتها تجمع فيها كل الصديقات وتكون ذكرى جميلة وجمعة ظريفة يتذكرون فيها بعضهم البعض وافق الجميع على هذا ولكن للأسف
لم توافقنا الظروف فأولا صاحبة الفكرةلم تناسبها ظروفها العائلية على
تشكيل هذا التجمع في بيتها بسبب انشغال أهلها في عملهم ولكن لم يقبلو
الطالبات إلغاء الفكرة فقامت عبير بتبني الموقف وقامت بعملالعزومة الجميلة
بفضل والدتها لقد قامت هذه الأم الجميلة بعمل هذا الغداء الطيب الشهي وكان
هذا الوقت الذي اجتمعوا فيه جميل جدا رغم اعتذار البعض للأسف عن الحضور
بأسباب تتعلق بالظروف العائلية غير المناسبة
ولكن هل يبقى الحال على ما
هو عليه وهنا تواجهكي الظرافة السئيلة من بعضهم لقد قامت صديقتنا العفوية
روعة وهي بالفعل روعة بإحراج صديقتنا عبير وأمها بكلمة سخيفة تعتقد بأنها
كلمة عابرة تبرز خفة دمها ولكنها وبخت نفسها لقد قامت روعة بالقول:"الأكل
طيب ولكن أكل المجدل أطيب"أشعرتنا وكأنها من العجائز الأثرين المتمكنين في
البلاد ويصعب عليهم تغير ما اعتادوا عليه.. آه يا روعة
ولكن مر اليوم
وكان جميلا فانصرفت الصديقات بكل امتنان وكلما اجتمعوا تحدثوا عن هذا اليوم
الجميل وسخروا من الموقف السخيف مرت الأيام وهنا وتحدث المفاجأة عير
التوقعة لقد تفاجأنا بأن هبة تريد أن تعيد العلاقة مع ألفت
ولكن لما
الكبرياء والغرور أيكون كثيرا على الصديقة أن تسمع كلمة ندم واعتذار من
صديقتها أمام كل الصديقات الذين شهدوا الإهانة والتجاهل لها
لقد جاءت ألفت على المدرسة وهي في غاية الإنزعاج والتوتر ومصطحبة بيدها محمولها وتفاجأنا بها تتجه نحو ألفت وتواجها؟..
ذهبنا جميعا لنرى ماهو الموضوع؟؟.
إن ألفت تواجه هبة بأنها ترسل مسجات على محمولها تطلب منها أن تقوم بالرد
عليها وأخرى تصرح بحبها لها وأخرى تصفها بألفاظ نتداولها بين بعضنا البعض
وأخرى تطلب منها أن تشكل علاقة وأخيرا تقر بأنها تريد أن تقوم لها
بالإعتدار
أمام الصديقات ولكن رد هبة على هذه المسجات هي الكارثة تفاجأنا بهبة تبرر نفسها من التورط بهذه الرسائل وتقول إن أخي هو المرسل
كانت أكبر صدمة ... هل تكون هذه هي الصداقة هل تكون بفضح أسرار الصداقة وبيع كل ذكرى جميلة تربطنا عند أقرب مفترق
أيعلمون الشباب ويتدخلون في قصص البنات بهذه البساطة؟؟ أتكون صديقتك رخيصة
الشرف عليك بهذه الصورة ؟؟؟.ولكن لا إن سمحتي لنفسكي بهذا فأنا لن أسمح
لكي ؟ أتعلمين
أنسيتي بأننا قبل أن تجمعنا الصداقة جمعتنا القرابة سأقوم بأخبار عائلتك بهذا؟.
وهنا قامت هبة بتغير الكلام ولكن للأسف لم تستقر على موقف ؟بوقت تقول
بأنها المرسلة..ووقت آخر تقول أخي ..ووقت آخر تقول أمي تعلم ..ووقت آخر
تقول بأن أهلي لا يعلمون..
أصرت ألفت على موقفها..
ولكن هبة بدلا
من أن تتراجع وتندم على موقفها تقوم بالتهديد !وماهو التهديد..؟؟بأن إن لم
تقم ألفت بمسح المسجات سوف تمتنع عن الكلام معها للأبد
مما استفزنا
جميعا وجعلنا نضحك بسخرية أجابتها ألفت بأنها لاتهمها بأي شكل من الأشكال
وهذا أمر تافه بالنسبة لها..؟وإستمر الموقف على أن تواجه ألفت عائلة هبة
بهذا..
ونعلم الأن بأن هبة تريد أن تعود إلى ألفت وترجع العلاقة ولكن
دون إعتدار وأن لا يكون هذا أمام أحد ؟..وألفت ترفض هذا ولكننا نحن رغم عدم
إحترام هبة لنا ولكننا نحفظ حق الصداقة وسنحاول بقدر المستطاع الاصلاح
بينهم ولكن كيف...؟؟لانعلم؟؟!!..
استمرت الشلة بالتوفيق مع انسحاب هبة ..
مرت الوقت جاءت لنا فرصة تربطنا ببعض أكثر لقد طلبت منا المدرسة نشاط
تاريخي فقررنا نحن أن نعمل عمل جماعي يجمع بيننا فإخترنا أن يكون عن المجدل
نظرا لأن معظم أفراد شلتنا من بلدة المجدل فقمنا "أنا
,وروعة,وسماح,وألفت,وزميلةأخرى تدعى(غادة)"خمس طالبات بالقيام بهذا العمل
كان عمل جميل جدا أعجب به الجميع ولكن ؟جاء هنا دور الفلسفة؟..
قاموا الطالبات "سماح,وروعة,وصديقة أخرى "باستخلاص خشبة تعليق للمجلة من
مجلة أخرى وإضافتها للمجلة مما جعل المجلة تتكرمش وينتزع مظهرها المنظم
المرتب؟!..
تشاجرنا نحن الطالبات على ما حدث مما أثار الغضب والنزاع
فيما بيننا وأثار إنفعال "ألفت ,وسماح "بشكل كبير فقامت سماح بحذف نقود
ألفت لها ؟..وقامت برد النقود ..فأخدتهم روعة؟؟
وكلما حاولنا السيطرة
على الموقف كان النزاع أقوى قمت أنا بإصطحاب المجلة إلى المنزل وفي اليوم
التالي قاموا باقي الطالبات بالقيام بعمل جديد ولكن لم يكن بنفس المستوى بل
أقل ورغم هذا قامت المعلمة بوضع الدرجات اللازمة بالنسبة للعمل الأول ..
ولكن ألفت أصرت على أن تقدم نشاط جديد خاص بها اشتركت أنا وألفت بتقيم
بحثا عن "الصهيونية"..طمعا بالدرجات والنسب الأعلي وبالفعل حصلنا على هذا..
ولكن الصديقات صدمونا بردة فعلهم !لقد شكلوا مشاجرة كبيرة واتهمونا بالأنانية مما أثار غضبنا؟؟؟..
ثم أصبح المجدل حديث متداول بين الشلة..وفي جمعة ظريفة في وقت الفراغ بين ألفت ,وسماح,وغادة.....
أرادت سماح بنوع من المزاح أن تأخذ من يد ؟ألفت علبة البيبسي..ولكن وبخت
غادة وقالت لا تأخدي منها إنها من المجدل..مما أثار غضب ألفت وقالت:إن
الأناس جميعا تحت الأقدام ..فأجابتها سماح بصوت مليئ بالغضب :إن الأناس
جميعا لاقيمة لهم..
فإنزعجت غادة كثيرا وانصرفت نحو مقعدها ولم تبرز ذلك أمام أحد..
وبعد مرور وقت طويل جلست وغادة نتداول الحديث ..وفجأة جاءت ألفت وقالت
:تعالي يا أية أريد أن أقول لكي شيئا أما أنتي يا غادة فلا أريد التحدث معك
بعد اليوم ..مما أثار غضبها..
فانصرفت والإنزعاج يملئها ؟!فذهبت لأهدء من روعها ولأعرف منها ما سبب ذلك ولما هذا الحديث ..فأجابت المجدل مشكلتنا جميعا..؟
لقد دهشت من تلك الإجابة وطلبت منها أن تفشي لي عما حدث ؟؟..فأخبرتني؟..!
فدهشت من الموقف يا للغرابة أيحدث هذا بين الصديقات ؟؟؟!!!..فذهبت لألفت
والدهشة تملئني فتجادلت معها ..مما أثار الغضبها ولكن كان الموقف أقوى..
فأحضرتهم أجمعين وطلبت منهم بأن لا يتحدثوا عن المجدل مرة أخرى حتى لا يحدث أي خلاف بينكم ..
إني أشعر بخسارة كبيرة لم ؟أكن أتمني أن تواجهنا مثل هذه الظروف!! تمنيت أن تكون صداقتنا أقوى من أي ظروف؟؟
أني إكتشفت الآن بأن علاقتنا لم تكن بل مجرد علاقة مطربة ضعيفة ؟؟!..
ولم تكن قوية ومتينة ومترابطة مثلما إعتقدنا ؟!.
أني تمنيت أن نكون أصدقاء يفقهون معني الصداقة ؟؟؟...........
الصداقة التى تعبر عن العطاء والتضحية والتنازل والاحترام المتبادل ..هذه
المواصفات الجميلة التى تتمتع بها هذه العلاقة دونا عن العلاقات الأخرى..
ألا يقولون:
كن صديقا ولا تكن حبيبا..
ألا يقولون:
كن صديقا ولا تكن قريبا ..
ألا يقولون:
كن صديقا ولا تكن رفيقا..
للأسف لم تكن شلتنا شلة أصدقاء بل شلة لا تستحق سوى لقب واحد وهو؟؟
اللؤلؤ المشروخ فرغم جمال اللؤلؤ وقيمته الثمينة وشكله الخارجي الجذاب إلا أنه عندما يكون مشروخا ويكون معدوم القيمة والجوهر ..
لقد عدنا من جديد نوهم أنفسنا بأننا نسينا ونحاول أن لا نخسر بعضنا البعض
ونريد أن تنتهي السنة الدراسية ونحن نكن لكل منا نوعا من الإحترام رغم كل
ألم صادم قلوبنا من بعضنا البعض
والحمد لله عدنا من جديد
نمرح ونفرح ونحترم كل منا الأخرى ...
ولكن؟!
أتمني أن يكون باطنا مثل داخلنا وأن لا يكون نحن
اللؤلؤ المشروخ...