قَمرٌ ونُور
مَنْ يَعتلي قِممَ الجِبالِ بِخيلهِ فَلهُ المَقالْ
والنَصرُ صَبرٌ في دقائِقهِ الأخيرةِ والعزيمةُ في القِتالْ
والصَبرُ كَنعانيْ تَحدَّى الإحتلالْ
زِنزانةٌ ووَميضُ روحٍ في تَمرُّدها انتِشاءْ
غَضباً تَمورْ
تَستنزِفُ الجَلادَ..
يَقهرهُ بأنْ لا زالَ فيهَا كِبرياءْ
هيَ تَنتمي لِلأرضِ والأفياءِ والنجمِ المُضيءِ مِن الفَضاءْ
قَمرٌ ونورْ
لا زالَ في مِحرابِها
زَيتاً مَسيحاً مِن قُدورِ الأنبياءْ
هيَ عَزفُ ألحانٍ لِنايٍ يُستباحُ بهِ وَطنْ
فَأبى الغِناءْ
هيَ مِن حَكايا العِشقِ عُذريَّاً ويُتلى في تَسابيحِ الوَفاءْ
عِشقُ النسورْ
والأسرُ ملحمةٌ بِعُرفِ مُناضلٍ بِغَدٍ يُزالْ
حُلمُ الأسيرِ فِداؤهُ في قَلبِ أحرارِ الرِجالْ
مَن يَعبروا لِلموتِ فُرساناً وفي وضحِ النهارْ
كَزنابقٍ تَمتدُ جذراً تَحتَ أركانِ الجِدارْ
خَلفَ الجِدارِ ورُغمَ عِلجٍ مِن خُضيراءِ الدَمَنْ
زِنزانتي مِترينِ في عُمرِ الزَمنْ
والوَصفُ أَربعُ طَقطقاتْ
وصَريرُ قِفلٍ يَفصلُ الجَسدَ المُعذَّبَ عَن تَفاصيلِ الحياةْ
زِنزانتي مِترينِ في عُرفِ البُغاةْ
لي جَوْرها ، ولَهُ ولَكْ
ولِكلِّ مَن رَفضَ الطُغاةْ
الشَمسُ إنْ غابَتْ غَداً
سَتعودُ نَجوى قَلبِ اُمٍّ عاشَ حُلماً في مُتونِ الأُغنياتْ
ودُعاءُ أُختٍ قانِتاً يَجتازُ جُدراناً ويَخترقُ السُكاتْ
تَأتي مَع التَكبيرِ فَجراً مُشرِقاً
تَأتي بِتغريدِ البَلابلِ في تَراتيلِ الصلاةْ
في السِجنِ مَندِلا أَقامَ بِقلبهِ وَطناً وتَحريرَ العَبيدْ
إِلغاءُ تَمييزٍ ودَحرُ أبارَثيدْ*
ميلادُ أحرارٍ وشَمسٌ نورها
آتٍ مِن الأُفقِ البَعيدْ
آتٍ يَحثُّ الخَطوَ إعلاناً لِميلادٍ جَديدْ
يا مَوطني فَلكَ البِشارةُ مِنهمو فَرحٌ وعيدْ
في الأَسرِ أنتَ مِنَ الجَليلِ إلى الرِمالْ
بَحرٌ ومَوجٌ والسهولُ إلى الجِبالْ
والياسمينُ وعِطرهُ والبُرتقالْ
فَالطَلعُ لا لنْ يَستكينْ
يَرنو لِسَطحِ الأَرضِ لا يَبقى دَفينْ
يا مَوطني مِن قاسيونَ لكَ الهِلالْ
لا زالَ في الأكنافِ سيفاً مُشرعاً
سيفٌ دِمشقيٌّ تَعمَّدَ في القِتالْ
إنّي أرى في النيلِ زَحفاً يَعبرونَ مِن القَنالْ
والمَغربُ العَربيُّ أجنادٌ ونارٌ وابتِهالْ
ومِن الجَزيرةِ والعِراقِ جَحافلٌ هَمَّتْ لِساحاتِ النِزال
م..